ترددت في الحديقة الشمالية لمقر إقامة الحاكم العام أصداء الترانيم الإيقاعية وصيحات رقصة الهاكا التقليدية في ثقافة الماوري يوم الخميس.

وأظهر المشاركون في الاستعراض والذين ارتدوا الملابس التقليدية، البراعة والقوة والحركات المتزامنة والإيماءات التعبيرية بالوجه، ما خلق مشهدا نابضا بالحياة للترحيب برئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، الذي يجري زيارة رسمية إلى نيوزيلندا، المحطة الأولى في جولته التي تشمل ثلاث دول اعتبارا من 13 حتى 20 يونيو.

وفي مقر الإقامة، التقى لي السيدة سيندي كيرو، الحاكم العام لنيوزيلندا، وأكدا مفاهيم التنمية المشتركة والقيم الثقافية ووجهات النظر الدولية المحورية للعلاقات الثنائية.

يوافق هذا العام الذكرى العاشرة لزيارة الدولة التي أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى نيوزيلندا وإقامة شراكة استراتيجية شاملة بين الصين ونيوزيلندا.

وبفضل رعاية رواد مثل ريو ألي، النيوزيلندي المتفاني الذي قضى ستة عقود من الزمن يعيش ويعمل في الصين حتى وفاته في بكين عام 1987، تعززت العلاقات بين البلدين بشكل مطرد على مدى العقد الماضي على الرغم من التحديات في المشهد السياسي الدولي.

وخلال محادثاته مع رئيس وزراء نيوزيلندا كريستوفر لوكسون، أشار لي إلى أنه على مدى الأعوام العشرة الماضية، رغم التغيرات في المشهد الدولي، التزمت الصين ونيوزيلندا باستمرار بالاحترام المتبادل والشمول والتعاون والتنمية المشتركة، ما عزز العلاقات الثنائية لإحراز تقدم كبير وخلق "أوليات" متعددة في التعاون الثنائي.

ويتجلى موقف نيوزيلندا الإيجابي في كونها من أوائل الدول الغربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين وأول دولة متقدمة توقع وتنفذ اتفاقية تجارة حرة ثنائية مع الصين. كما تصدرت الدول الغربية المتقدمة في الاعتراف بوضع اقتصاد السوق الكامل للصين.

وقال جون كوكرين، رئيس رابطة التجارة النيوزيلندية-الصينية، "إن استقلال نيوزيلندا القوي دون الاضطرار إلى اتباع التأثير القوي من دول أخرى إنما هو تجسيد للثقافة النيوزيلندية وكذا موقفها السياسي. إن الاعتراف بالصين في هذه 'الأوليات' إظهار للقوة والتفكير المستقل".

واستنادا إلى روح "السعي لكي تكون الأول"، عززت الصين مكانتها كأكبر شريك تجاري ووجهة تصدير رئيسية لنيوزيلندا. والجدير بالذكر أن نيوزيلندا حافظت لفترة طويلة على فائض في السلع والخدمات مع الصين، ولم تواجه سوى ثلاث مرات من العجز ربع السنوي في السنوات الخمس المنتهية في يونيو 2023.

ومن أجل الحفاظ على هذا الزخم الإيجابي، حث لي البلدين على ضمان توقعات مستقرة وبيئة أعمال مواتية. كما أعرب عن انفتاح الصين على زيادة الاستثمارات من نيوزيلندا. وخلال المناقشات مع لوكسون، تم التوصل إلى اتفاقيات لبدء المفاوضات بشأن القائمة السلبية لتجارة الخدمات.

وفي الوقت نفسه، تعد التبادلات الثقافية والشعبية جزءا لا يتجزأ من تعزيز التفاهم المتبادل وتدعيم الصداقات بين البلدين. وخلال المحادثات، أكد لي مجددا التزام الصين بتعزيز هذه الروابط مع نيوزيلندا، وقال إن الصين ستدرج نيوزيلندا في قائمة الدخول بدون تأشيرة من جانب واحد، وأعرب عن أمله في أن تسهل السفر للمواطنين الصينيين الذين يزورون البلاد.

علاوة على ذلك، فإن الصين ونيوزيلندا من المؤيدين المخلصين للتعددية، والتجارة الحرة، والاقتصاد العالمي المفتوح. وبناء على هذا الالتزام المشترك، دعا لي البلدين إلى تعزيز التواصل والتنسيق في المجالات متعددة الأطراف وتشجيع جميع الأطراف على التعامل بشكل مشترك مع التحديات والفرص وتعزيز التعاون المربح للجميع.

وقال كوكرين "يجب أن تكون نيوزيلندا أمة تجارية دولية. كلما كان هناك المزيد من الحدود المفتوحة، وكلما زاد تبادل السلع والخدمات والتكنولوجيات التي يمكن تجارتها بشكل مفتوح، أصبح حالنا أفضل. تنطوي الحدود المفتوحة على نفع في الاتجاهين".

وعقب الاجتماع، شهد لي ولوكسون التوقيع على وثائق تعاون ثنائي بشأن تجارة الخدمات، وبيئة الأعمال، وتصدير المنتجات الزراعية والغذائية إلى الصين، والعلوم والتكنولوجيا، وفحص براءات الاختراع، وحماية الطيور المهاجرة، من بين أمور أخرى.

وإلى جانب نيوزيلندا، سيجري لي أيضا زيارتين رسميتين إلى أستراليا وماليزيا.